أيدت غرفة الجنايات الاستئنافية باستئنافية الجديدة، أخيرا، الحكم الصادر ابتدائيا في حق جانحين يبلغان من العمر 18 سنة، وحكمت على كل واحد منهما بالسجن المؤبد، بعد متابعتهما في حالة اعتقال بجناية القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد، أعقبته جناية السرقة.
ويستفاد من المحضر المنجز من قبل درك أولاد افرج، التابع للقيادة الجهوية للجديدة، أن الضحية تقدم بشكاية في مواجهة الجانحين يتهمهما بسرقة محله التجاري، إذ أكد فيها أنه ليلة الواقعة، أثار انتباهه نباح الكلاب، ولما عاين محله التجاري، فوجئ بأحدهما بصدد إغلاق بابه، ولما استفسره عن الأمر، هدده بسكين حديدي كبير، قبل أن يغادر إلى حال سبيله. وأضاف التاجر، أنه بعد ولوجه محله التجاري لتفقد أوضاعه، فوجئ بسرقة 7000 درهم، قبل أن يحدد هوية اللصين، إلا أن عناصر الدرك بالمركز الترابي لأولاد افرج، لم تأخذ شكاية الضحية على محمل الجد والإسراع باعتقال السارقين قبل تورطهما في قتل الضحية.
وبعد مرور خمسة أيام من واقعة السرقة، توصلت عناصر الدرك بإشعار من قائد قيادة أولاد حمدان، بالعثور على جثة شخص داخل غرفة بمنزله الكائن بدوار «الشبنات». وعند الانتقال إلى المكان، تبين أن الضحية هو صاحب الدكان الذي تعرض للسرقة، وعند معاينة الجثة، ظهر عليها أثار الضرب والجرح، وكدمات وخدوش، مع جرح غائر في الرأس.
وبعد إشعار الوكيل العام باستئنافية الجديدة، أمر عناصر الضابطة القضائية، بنقل جثة الهالك للمستشفى الإقليمي لإخضاعها للتشريح الطبي، وتعميق البحث من أجل إيقاف الجناة.
واستهل البحث بالاستماع إلى أفراد عائلة الهالك، الذين أجمعوا على أن دكانه تعرض للسرقة قبل مقتله، رغم تقديم شكايته لعناصر الدرك في مواجهة الفاعلين اللذين لم يتم إيقافهما، قبل تورطهما في تصفية التاجر انتقاما منه لعدم رضوخه لطلبهما الرامي للتنازل عن شكايته في مواجهتهما.
تتمكنت عناصر الدرك في إيقاف المتهمين تباعا، وعند الاستماع إليهما، صرح الأول، أنه اتفق مع شريكه على سرقة دكان الهالك بعدما اقتحم المحل ليلا واستولى على المبلغ المذكور، وأثناء مغادرته تفاجأ بحضور التاجر الذي تعرف عليه رفقة شريكه، الذي كان ينتظره على متن دراجة نارية.
وواصل المتهم تصريحاته بالقول إنه بعد سرقة المحل، انتقل إلى الجديدة وقام هناك بكراء غرفة، قبل أن يشعره رفيقه أن أمرهمها قد افتضح وسط الدوار، وأن التاجر تقدم بشكايته في مواجهتهما، معترفا أنه قرر الانتقام من التاجر بإزهاق روحه وسرقة محله التجاري من جديد.
ويوم الواقعة، وفي حدود منتصف الليل، اتفق المتهمان على ارتكاب جريمتهما، إذ تربصا بالهالك قرب إسطبله، قبل اقتحام منزله، إذ باغتا الهالك الذي كان نائما وأصابه شريكه بحجر في الرأس، فيما قام هو بشل حركته والضغط عليه بركبته لتفادي مقاومته، وبعد تأكدهما أنه فارق الحياة، قاما بالاستيلاء على هاتفه المحمول ومحفظة جلدية ومبلغ 700 درهم، ووضعا الجثة على السرير، وغادرا مسرح الجريمة.
