حققت مبادرة “جيل 2030” التي أطلقتها شبيبة حزب الأصالة والمعاصرة تفاعلًا واسعًا من قبل الشباب المغربي، إذ سجلت مشاركة أكثر من 5000 شابة وشاب من مختلف أقاليم وجهات المملكة. المبادرة التي تهدف إلى تعزيز حضور الشباب في الحياة السياسية والحزبية تأتي في وقت يشهد فيه المشهد السياسي عزوفًا ملحوظًا من قبل فئة الشباب عن الانخراط في الأحزاب السياسية. وشهدت اللقاءات التواصلية التي نظمتها شبيبة الحزب في إطار هذه المبادرة حضورًا قويًا لقيادات الحزب وعدد من الفاعلين السياسيين والمختصين في قضايا الشباب والتنمية. وقد تناولت اللقاءات العديد من القضايا الهامة التي تهم الشباب، من أبرزها إشكالية التشغيل، وآليات تمكين الشباب اقتصاديًا، ودورهم في رسم السياسات العمومية، بالإضافة إلى تعزيز مشاركتهم السياسية وتأهيلهم لتولي أدوار قيادية داخل المؤسسات المنتخبة.

وصرح مصدر من داخل الحزب أن مبادرة “جيل 2030” ليست مجرد حملة تواصلية مؤقتة، بل هي جزء من رؤية استراتيجية تهدف إلى تكوين جيل جديد من الشباب المنخرطين بوعي ومسؤولية في العمل السياسي، مشيرًا إلى أن الحزب يسعى من خلالها إلى بناء دينامية جديدة داخل صفوفه وتعزيز الثقة بين الشباب والأحزاب السياسية. وأضاف المصدر نفسه أن الحزب يعتزم توسيع دائرة اللقاءات لتشمل المزيد من المناطق في المغرب، بهدف تحقيق إشراك أوسع للشباب في مختلف القضايا الوطنية.

وفي إطار التحضير للاستحقاقات الانتخابية المقبلة، أكد أحد أعضاء المكتب السياسي للحزب أن “جيل 2030” يمثل التزامًا عمليًا لإعداد جيل جديد من الفاعلين السياسيين القادرين على المساهمة في بلورة سياسات عمومية تستجيب لتطلعات الشباب. وأضاف أن هذه المبادرة تأتي في وقت تشهد فيه العديد من الأحزاب تراجعًا في نسبة انخراط الشباب، مما يجعلها خطوة مهمة في تعزيز مكانة الحزب في المشهد السياسي الوطني٠

المبادرة، التي لاقت إشادة من العديد من المتابعين، تمثل نموذجًا للأحزاب التي تسعى إلى تجديد هياكلها وضخ دماء جديدة في صفوفها، كما تفتح المجال أمام الشباب للمساهمة الفعالة في اتخاذ القرارات التي تهمهم. وبحسب ما أكده القائمون على المبادرة، فإن اللقاءات ستستمر خلال الأسابيع المقبلة، مع تنظيم محطات جديدة في عدة مدن ومناطق، لتعزيز النقاش حول القضايا التي تشغل بال الشباب المغربي وتوفير منصة لهم للمشاركة في العمل .